ملخص كتاب فن اللامبالاة بقلم مارك مانسون
اليوم سوف اتكلم عن فن اللامبالاة , بقلم ديانة مارك مانسون ... هناك سؤال عادة ما يتكرر في بال كل منا وهو ماذا أريد فعلا من الحياة ? أو ما هدف الحقيقي في الدنيا ? عندما يسأل أغلب الناس هذا السؤال فإن جوابهم عادة ما يكون تحقيق السعادة والذي يأتي على شكل بناء أسرة أو تكوين ثروة أو الحصول على منصب أو شهادة علمية أو جسم رياضي أو حتى السفر إلى بقاع مختلفة في العالم. ولكن في حقيقة الأمر هذه إجابة متوقعة إلى حد يجعلها لا تعني أي شيء فالإنسان ليس بمقدوره أن يفعل كل ما سبق فوقت وجهد الشخص لا يتحمل كل هذه الأهداف وبالتالي العديد منا يصل إلى اللاشيء.
عليك مراعاة النقاط الثلاث الآتية أولا إن عدم الاهتمام الزائد لا يعني عدم الاكتراث مطلقا بل هو يعني أن تهتم على النحو الذي يريحك. ثانيا أنه لكي لا تهمك الصعاب لابد لك من الاهتمام بالشيء الأكثر أهمية بالنسبة لك والذي تحدد عندما تجيب عن سؤال الألم والمعاناة أما باقي الأشياء عليك ألا تكترث بها. ثالثا سواء أدركت هذا أو لم تدرك فإنك تختار دائما ما تمنحه اهتمامك الفكرة. الحياة مليئة بمختلف أنواع المعاناة لذلك يجب أن تختار المعاناة التي ستكافح من أجلها. في عام ألف وتسعمائة وثلاثة وثمانين تم طرد عازف الجيتار داستن من فرقته الموسيقية.
وقد وقعت هذه الفرقة لتوها عقدا لتسجيل أول ألبوم لها. وكان هذا الطرد قبل يومين فقط من البدء بالتسجيلات وبدون سابق إنذار أو مناقشة حيث قاموا بإيقاظه ذات يوم وتسليمه تذكرة العودة. وبينما كان جالسا في الحافلة المتجهة إلى لوس أنجلوس كان متضايقا مهموما بما حدث حيث أن الحصول على عقود التسجيلات لم يكن بالأمر السهل. ومن الممكن أن يكون قد ضاعت عليه فرصة العمر ولكنه بعد فترة تمكن من تجاوز هذه الهم وقرر أن ينشئ فرقة جديدة سيكون بمقدورها التفوق على فرقته الأولى وجعل زملائه القدامى يشعرون بالندم نتيجة لطرده منها.
ففكرة الانتقام لم تغادر تفكيره. وفعلا تمكنت من إنشاء فرقته الجديدة وبعد عامين تمكنت الفرقة من تسجيل ألبومها الأول والذي دخل القائمة الذهبية. كانت فرقته الجديدة هي فرقة ليجف ذات الشهرة الأسطورية والتي بلغت مبيعات البوماتها أكثر من خمسة وعشرين مليون نسخة. كما أنها تمكنت من عزف موسيقاها في مختلف أقطار العالم. ولكن لسوء حظهم كانت فرقته التي طردت هي من تلك والتي تعتبر واحدة من أعظم فرق موسيقى الروك على الإطلاق حيث أنها تمكنت من بيع أكثر من مائة وثمانين مليون ألبوم حول العالم.
وفي مقابلة خاصة للدب صرح فيها بأنه يعتبر نفسه شخصا فاشلا رغم كل هذه الإنجازات التي حققها وذلك لأنه لم يتمكن من التغلب على فرقته التي طردته تعتبر هذه القصة مثال حي على أهمية اختيار القيم والمعايير الصحيحة. عندما نقيس نجاحنا أو فشلنا حيث أن دب كان يقيس نجاحه أو فشله بمعيار تغلبه على فرقته التي طردت وبالتالي كتب لنفسه الفشل الدائم. ومن هنا يتضح أن هناك قيم ومقاييس جيدة وأخرى سيئة وتعرف المقاييس الجيدة على أنها مؤسسة على الواقع وبناءة اجتماعيا ويمكن ضبطها وقياسها مثل الصدق والأمانة والدفاع عن النفس والآخرين والإحسان والتواضع.
وفي المقابل تعرف القيم السيئة على أنها خرافية أو خيالية وهدامة اجتماعيا ولا يمكن ضبطها وقياسها مثل الهيمنة من خلال العنف والسعي لإرضاء الجميع والثراء من أجل الثراء والحرص على احتلال مركز الاهتمام على الدوام. الفكرة إذا كنت راغبا في تغيير نظرتك إلى مشكلاتك فإن عليك تغيير ما تعتبره ذا قيمة كبيرة وتغيير القيم التي تقيس بها نجاحك أو فشلك. كان وليام جيمس ينحدر من أسرة ثرية حيث كان أبوه أحد أبرز رجال الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية ولكن ويليام كان يعاني منذ ولادته من مشاكل صحية عديدة والتي كانت تهدد حياته باستمرار فقد أصيب في طفولته بمرض في عينيه جعله يصاب بالعمى لفترة مؤقتة كما كان عادة ما يصاب بألم فظيع في المعدة مما يجعله يتغير باستمرار.
وكذلك كان لديه مشاكل مختلفة في السمع وتشنجات في الظهر تجعله عاجزا عن الجلوس أو الوقوف. وبسبب هذه المشاكل كان ويليام يقضي معظم وقته في البيت ولم يكن له أصدقاء كثر حيث كان يمضي أوقاته بالرسم وعندما كبر وصار رجلا لم يقبل أحد شراء أعماله لذلك قرر أبوه أن يستخدم علاقاته الواسعة لتأمين مقعد لجيمس في كلية الطب بجامعة هارفرد. ولكن ويليام لم يكن مرتاحا في هذا التخصص حيث إن مشاكله المرضية المختلفة كانت تعيقه عن دراسة الطب فما لبث أن ترك الجامعة وقرر أن يذهب مع مجموعة من علماء الأنثروبولوجيا إلى غابات الأمازون.
وتكرر فشله من جديد حيث لم يتحمل جسده الضعيف الأجواء القاسية هنا وعدم جديد إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث أصيب باكتئاب عميق وبدأ يخطط لانهاء حياته ولكنه في يوم من الأيام كان يقرأ محاضرات للفيلسوف تشارلز بيرس والذي كان فحوى فلسفته أن على الإنسان أن يعتبر نفسه مسئولا مائة بالمائة عن كل حدث يحدث في حياته بصرف النظر عمن هو ومن فيه فقرر جيمس أن يتبنى هذه الفكرة فما كانت النتيجة إلى أن صار ويليام جيمس بعلم النفس الأمريكي حيث ترجمت أعماله إلى عشرات اللغات المختلفة كما أنه أصبح مدرسا في جامعة هارفرد وأصبح يجوب العالم لإلقاء محاضراته وقد أطلق على هذه الفكرة التي تبناها اسم الولادة من جديد ونسب إليها الفضل فيما حدث له.
وفحوى هذه القصة هو أن على الإنسان أن يدرك ويؤمن بأنه مسئول عن كل ما يحدث له بصرف النظر عن الظروف الخارجية المحيطة به فهو بكل تأكيد ليس قادرا على التحكم بما يحدث أو سيحدث له ولكنه قادر دائما على التحكم بكيفية تفسيره لها إضافة إلى تحكمه بكيفية الاستجابة لها. الفكرة تحمل المسئولية عن كل شيء يحدث في حياتك بصرف النظر عما هو معلوم فيه.
يعتبر الموت أحد الحقائق التي لا يمكن لأي شخص أن ينكرها فكل نفس ذائقة الموت ورغم أن هذه الحقيقة تعتبر صعبة وغير مريح لكثير من الناس إلا أنها دائما ما يكون لها تأثير كبير في طريقة عيشنا والقرارات التي نتخذها. ولكي نشرح أهمية الدور الذي تلعبه فكرة الموت في حياتنا دعونا نلقي نظرة على كتاب بيكر إنكار الموت الذي يعتبر واحدا من أكبر الأعمال الفكرية والفلسفية أثرا خلال القرن العشرين حيث أنه كتبه وهو على فراش الموت بعد إصابته بسرطان القولون ويحوي هذا الكتاب على فكرتين أساسيتين الأولى هي أن الإنسان كائن فريد من نوعه يختلف اختلافا كليا عن بقية الكائنات الحية في قدرته على التصور والتخيل والتفكير حيث يستطيع أن يتصور نفسه في حالات افتراضية في الماضي أو الحاضر أو المستقبل وبالتالي يدرك حتمية موته في لحظة ما وهذا ما يولد لديه ما يسمى رعب الموت وهو قلق وجودي يستبطن كل ما نفكر فيه وكل ما نفعله وهذا ما يقودنا إلى الفكرة الثانية من كتاب بيكر وهي أن إدراك حقيقة أننا سنفنا في يوم من الأيام يجعلنا نفكر ونعمل على ترك بصمة وأثر تبقى بعد أن تفنى أجسادنا وهذا ما أسماه بمشروع الخلود الذي سيخلد أسماءنا عبر التاريخ.
تحميل كتاب فن اللامبالاة PDF مكتبة نور
شاهد الفيديو : كتاب فن اللامبالاة Goodreads
تعليقات: 0
إرسال تعليق